الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا. فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا}
لما انتهت الآيات من هذا الجو المفعم بالتوتر الذي تحوطه مشكلات الحياة ساق الله عبرة من مصير الذين عتوا عن أمر ربهم ورسله، فلم يسمعوا ولم يستجيبوا. فلعل ذلك يردع الناس ويحثهم على طاعة أمر الله واتباع منهجه ومن ثم فهو يعلق هذه العبرة على الرؤوس، تذكر الناس بالمصير البائس الذي ينتظر من لا يتقي ولا يطيع.
وهو إنذار وتحذير مفصل المشاهد. فأخذ الله لمن يعتو عن أمره ولا يسلم لرسله هو سنة متكررة: وتفصيل أخذها وذكر الحساب العسير والعذاب النكير، ثم تصوير العاقبة وسوء المصير: {فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا}. ثم تأخير صورة هذه العاقبة الخاسرة في الآية التالية: {أعد الله لهم عذابا شديدا}.
ونقف لحظة أمام هذا التحذير فنرى أن الله أخذ القرى واحدة بعد واحدة كلما عتت عن أمر ربها ورسله. ونجد أن هذا التحذير يساق هنا بمناسبة الطلاق وأحكامه، فيرتبط الطلاق وحكمه بهذه السنة الكلية. فقد جاء هذا الدين ليطاع، ولينفذ كله، وليهيمن على الحياة كلها. فمن عتا عن أمر الله فيه فقد عرض نفسه لما تعرضت له القرى من سنة الله التي لا تتخلف أبدا.
ولقد ذاقت هذا الوبال قرى وأمم وشعوب عتت عن منهج الله في الأرض. ذاقته فسادا وانحلالا، وفقرا وقحطا، وظلما وجورا، وحياة مفزعة لا أمن فيها ولا سلام، ولا طمأنينة فيها ولا استقرار. وفي كل يوم نرى مصداق هذا النذير!
وذلك فوق العذاب الشديد الذي ينتظر العتاة عن أمر الله ونهجه في الحياة حيث يقول الله: {أعد الله لهم عذابا شديدا}. والله أصدق القائلين.
المزيد |